Monday, September 17, 2007

الإسكندرية

هي العاصمة الثانية لمصر و أكبر مدنها بعد العاصمة القاهرة تقع على البحر المتوسط على أمتداد 32 كم.هي أكبر ميناء في مصر يبلغ عدد سكانها 3,500,000 إلى 5,000,000 نسمة . أسسها الإسكندر الأكبر 333 ق.م، فغدت مركزًا للثقافة العالمية. اشتهرت عبر التاريخ بمكتبة الإسكندرية الغنية التي أثرت الثقافة الأنسانية و أشتهرت أيضا بمدرستها اللاهوتية والفلسفية . شيد البطالمة منارة الإسكندرية، والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع، وذلك لإرتفاعها الهائل حوالي 35 مترًا. ظلت هذه المنارة قائمة حتى دمرها زلزال شديد سنة 1307م. وحديثاً، بُني في الإسكندرية مكتبة الإسكندرية الجديدة في عام 2001م. مثل القاهرة فالإسكندرية محافظة مدينة، أي أنها محافظة تشغل كامل مساحتها مدينة واحدة، وفي نفس الوقت مدينة كبيرة تشكل محافظة بذاتها.
عند بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم يكن هناك شئ سوى رمال بيضاء و بحر واسع و جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى فاروس ، بها ميناء عتيق.. و على الشاطئ الرئيسي قرية صغيرة تدعى راكتوس يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر و بحيرة مريوط، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعتبر موقع إستراتيجي لطرد الأقوام التى قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادي النيل أو لربما كانت "راكتوس" مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا..
هذا هو وصف المكان لما هو معروف الآن بمدينة الإسكندرية التي كانت بلا منازع ولقرون طويلة مركز الفكر في العالم القديم..
إذن فما هو الحدث الذي حول تلك الرمال إلى أشهر مدينة على البحر المتوسط وبالتحديد عند ما يعرف الآن ببلاد
اليونان حيث كانت وقتها مجرد مدن إغريقية متفرقة وقوية.. و في مقابل قوتهم كانت هناك بلاد الفرس التى كانت تحتل ما هو معروف الآن بالعراق و الشام و فلسطين و مصر. و حاولت أساطيل الفرس غزو الجزر اليونانية مما جعل ممالكهم تشعر بضرورة التوحد لمواجهة الخطر الفارسى فبرز فيليب، ملك مقدونيا خلال القرن الرابع قبل الميلاد فوحد تلك المدن اليونانية ثم قام بمحاولة عبور آسيا الصغرى (تركيا الآن) لمواجهة الفرس غير انه توفى ليكمل المسيرة ابنه الإسكندر في عام 336 ق م و هو ما يزال في العشرين من عمره.. فزحف ليفتح آسيا الصغرى ثم الشام ثم فلسطين إلى أن وصل إلى مصر بعد هزائم ساحقة للفرس.. و في مصر(عام 332 ق م) استقبله المصريون بالترحاب نظراً للقسوة التى كانوا يعاملون بها تحت الاحتلال الفارسى..و بعد أن زار مدينة منف (الآن جنوب الجيزة) تم تتويجه ملكاً على مصر، قام بزيارة معبد آمون بواحة سيوة حيث أجرى الكهنة طقوس التبنى ليصبح الإسكندر ابناً لآمون .. و في طريقه إلى سيوة، أعجبته تلك الأرض الممتدة بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط و تلك الجزيرة الممتدة أمام الشاطئ فأمر ببناء مدينة هناك لتكون نقطة وصل بين مصر و اليونان.. و بعد بضعة شهور، ترك الإسكندر مصر متجهاً نحو الشرق ليكمل باقى فتحاته.. ففتح بلاد فارس (إيران) ليصبح الإسكندر هو حاكم كل الإمبراطورية الفارسية بلا منازع حيث أخذ لقب سيد آسيا ولكن طموح الملك الشاب لم يتوقف بل سار بجيشه حتى وصل إلى الهند و أواسط آسيا .. و بينما كان الإسكندر عند منطقة الخليج الفارسى(العربى) فاجأه المرض الذى لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز ال33 من العمر ليتم نقل جثمانه إلى مصر ليدفن في الإسكندرية والتى لم يحالفه الحظ لرؤيتها مرة أخرى
أسس الإسكندر الأكبر مدينة الأسكندرية بمصر 21 يناير 33 ق.م كمدينة يونانية. و أصبحت أكبر مدينة في حوض البحر الأبيض المتوسط.و تقع مدينة الإسكندرية علي البحر فوق شريط ساحلي شمال غربي دلتا النيل ووضع تخطيطها المهندس الإغريقي دينوقراطيس بنكليف من الإسكندر لتقع بجوار قرية قديمة للصيادين كان يطلق عليها راكوتا (راقودة). و المدينة قد حملت إسمه. وسرعان ما إكتسبت شهرتها بعدما أصبحت سريعا مركزا ثقافيا و سياسيا و اقتصاديا و لاسيما عندما كانت عاصمة لحكم البطالمة في مصر و كان بناء المدينة أيام الإسكندر الأكبر امتدادا عمرانيا لمدن فرعونية كانت قائمة وقتها و لها شهرتها الدينية و الحضارية و التجارية. و كانت بداية بنائها كضاحية لمدن هيركليون و كانوبس و منتوس. و إسكندرية الإسكندر كانت تتسم في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلي مدينة ملكية بحدائقها و أعمدتها الرخامية البيضاء و شوارعها المتسعة و كانت تطل علي البحر و جنوب شرقي الميناء الشرقي الذي كان يطلق عليه الميناء الكبير مقارنة بينه و بين مبناء هيراكليون عند أبوقير علي فم أحد روافد النيل التي اندثرت و حاليا انحسر مصب النيل ليصبح علي بعد 20 كيلومترا من أبوقير عند رشيد. . وظلت الإسكندرية عاصمة لمصر إبان عهود الإغريق و الرومان و البيزنطيين حتي دخلها العرب. و انتقلت العاصمة منها لمدينة الفسطاط التي أسسها عمرو بن العاص عام 21هـ–641م.
و قد قلت أعداد الجاليات الأجنبية في الإسكندرية بعد سياسة التأميم التي اتبعها الرئيس عبد الناصر و كذلك بسبب الحروب التي خاضتها مصر

و يبدو تاريخ الإسكندرية العريق الثرى بثقافاته المتعددة حاضرا في كل ركن من أركان المدينة الجميلة..من خلال رائحة المدينة..من خلال أسماء الكثير من الأحياء و الشوارع مثل
كامب شيزار (أي معسكر قيصر) و سانت كاترين وسان ستيفانو ومحرم بك وسابا باشا وال الشاطبي (نسبة للإمام الشاطبى التى عاش بها) وسموحة وسيدى جابر وسيدى بشر.

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home